اخبار عامة

مراهق يتهجم على حافلة مدرسية ويسبّب حالة فوضى وسط التلاميذ

حادثة مقلقة: مراهق يعتدي على حافلة مدرسية ويتلفها بعد شجار مع السائق

شهدت إحدى المناطق التونسية صباح اليوم حادثة أثارت استغراب المارة واستياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن أقدم مراهق على تهشيم حافلة مدرسية إثر خلاف حاد مع سائقها، تخلله شتم واعتداء لفظي، ما تسبب في حالة من الفوضى والخوف بين التلاميذ الذين كانوا على متن الحافلة.

وحسب شهود عيان، فإن الحادثة وقعت أثناء توجه الحافلة إلى إحدى المدارس، حين نشب خلاف بسيط بين السائق وأحد المراهقين كان يقف بالقرب من الطريق، ليتطور الموقف في لحظات إلى مشادة كلامية حادة. بعد ذلك، قام المراهق في لحظة غضب برشق الحافلة بالحجارة وضرب نوافذها مما أدى إلى تهشيم الزجاج الأمامي والجانبي.

السائق، الذي حافظ على هدوئه لتجنّب كارثة أكبر، تمكن من إيقاف الحافلة بأمان وإنزال التلاميذ بسرعة قبل أن تتفاقم الأمور، في حين لاذ الشاب المعتدي بالفرار. وسارعت الجهات الأمنية إلى فتح تحقيق في الحادثة بعد وصول وحدات الحرس الوطني والشرطة إلى عين المكان لمعاينة الأضرار وتحديد هوية الفاعل.

وأكدت مصادر محلية أن الحافلة كانت تقلّ أكثر من عشرين تلميذًا، وأنّ الأضرار كانت مادية فقط، دون تسجيل أي إصابات بشرية، وهو ما اعتُبر “معجزة حقيقية” نظرًا لخطورة الموقف.

وقد خلّفت الحادثة ردود فعل واسعة في الأوساط التربوية، حيث عبّر عدد من الأولياء والمعلمين عن قلقهم من تزايد حالات العنف اللفظي والماديتجاه الإطار التربوي أو وسائل النقل المدرسي، داعين إلى ضرورة غرس ثقافة الاحترام والانضباط لدى المراهقين.

كما دعت جمعيات المجتمع المدني إلى ضرورة تعزيز التوعية داخل المدارس والأحياء حول مخاطر السلوك العدواني، وأهمية التحلي بضبط النفس في المواقف اليومية، بدل الانجرار إلى تصرفات قد تؤدي إلى عواقب قانونية خطيرة.

من جهتها، أكدت وزارة التربية في بلاغها أنها تتابع الحادثة عن كثب، بالتنسيق مع السلط الأمنية، وشددت على أنّ كل من يعتدي على العاملين في القطاع التربوي أو على الوسائل المخصّصة لنقل التلاميذ سيتحمّل المسؤولية القانونية كاملة، لأن سلامة التلاميذ ومرافقيهم تُعدّ خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.

ويُذكر أن القانون التونسي ينصّ بوضوح على عقوبات صارمة ضد الاعتداء على الممتلكات العمومية، وخاصة تلك المخصّصة للنقل الجماعي أو المدرسي، وقد تصل العقوبة إلى السجن وخطايا مالية، حسب درجة الضرر والخطورة.

وفي تعليق لأحد الأخصائيين النفسيين، أوضح أن مثل هذه الحوادث تعبّر عن اضطرابات سلوكية ناتجة عن ضغوط اجتماعية أو نفسية يعيشها بعض المراهقين، مشددًا على أهمية التوعية الأسرية والدعم النفسي داخل المؤسسات التربوية.

حادثة اليوم، وإن كانت مؤسفة، فإنها تذكير بضرورة تضافر جهود الجميع — من أولياء، ومربين، وسلطات — من أجل بناء جيلٍ يدرك مسؤولياته ويعبّر عن غضبه بالحوار لا بالعنف. فالحافلة التي كُسرت يمكن إصلاحها، لكنّ الثقة بين المربي والمجتمع تحتاج إلى ترميم طويل حتى لا تتكرر مثل هذه المشاهد المؤلمة.