طالبة تونسية تقع ضحية عصابة في روسيا: من حلم الدراسة إلى كابوس التحقيقات
طالبة تونسية تقع ضحية عصابة منظمة في روسيا: رحلة دراسية تتحول إلى كابوس
تحوّلت رحلة شابة تونسية إلى روسيا من أجل استكمال دراستها الجامعية إلى مأساة حقيقية، بعد أن وجدت نفسها متورطة عن غير قصد في قضية معقّدة تقف وراءها عصابة إجرامية منظمة تعمل في البلاد. القصة التي شغلت الرأي العام خلال الساعات الأخيرة، كشفت عن الوجه الخفي للغربة والمخاطر التي قد تواجه الطلبة بالخارج، خصوصًا عند الوقوع في فخ الثقة الخاطئة أو الجهل بالقوانين المحلية.
وبحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية ودولية، فإن الطالبة، وهي في العشرينات من عمرها، غادرت تونس قبل أشهر بهدف الدراسة في إحدى الجامعات الروسية المعروفة، حيث التحقت ببرنامج أكاديمي في مجال الطب. إلا أنّ ظروفها الصعبة وابتعادها عن محيطها العائلي جعلاها تبحث عن عمل جزئي لتغطية مصاريفها اليومية.
وفي هذا السياق، تعرفت الشابة على مجموعة من الأشخاص الذين قدّموا أنفسهم على أنهم وسطاء لمساعدة الطلبة الأجانب في إيجاد فرص عمل قانونية. غير أنّ هؤلاء كانوا في الواقع ينتمون إلى شبكة منظمة تنشط في الاحتيال الإلكتروني وتبييض الأموال. وبحسب التحقيقات الأولية التي نشرتها بعض الصحف الروسية، استغلت العصابة الطالبة عبر تسجيل بياناتها واستعمال حسابها البنكي لتنفيذ معاملات مشبوهة دون علمها الكامل بتفاصيلها.
بعد أسابيع من تلك العمليات، فوجئت الطالبة بمداهمة عناصر الشرطة لمقر سكنها الجامعي، ليتم إيقافها بتهمة المشاركة في نشاط مالي غير قانوني. ورغم محاولتها توضيح أنها لم تكن على علم بحقيقة ما يجري، فقد تمّ تحويلها إلى التحقيق في إطار الإجراءات المعمول بها.
وكشف مصدر قريب من الملف أن السفارة التونسية بروسيا تتابع القضية عن كثب، بالتنسيق مع السلطات المحلية، في محاولة لإثبات براءة الطالبة وتقديم المساعدة القانونية اللازمة. كما أكدت عائلتها في تصريحات صحفية أنها تلقت الخبر بصدمة كبيرة، مطالبةً بتوفير الدعم القنصلي والوقوف إلى جانب ابنتهم حتى تتجاوز هذه المحنة.
وقد أثارت القضية تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي في تونس، حيث عبّر عدد من النشطاء عن تضامنهم مع الطالبة ودعوا الطلبة بالخارج إلى توخي الحذر الشديد من أي عروض عمل مشبوهة أو تعاملات مالية غير موثوقة. وأشار آخرون إلى أهمية تعزيز الوعي القانوني لدى الطلبة الجدد قبل السفر للدراسة في الخارج، حتى لا يجدوا أنفسهم ضحايا لعمليات استغلال من قبل شبكات إجرامية.
من جانبها، شددت وزارة الخارجية على أنّها تتابع الملف بالتنسيق مع السلطات الروسية، مؤكدةً أنّها لن تدّخر أي جهد لضمان حقوق المواطنة التونسية وتمكينها من محاكمة عادلة.
وتسلّط هذه الحادثة الضوء على المخاطر التي قد تواجه الشباب المغترب في بيئة جديدة، حيث يمكن أن تتحول الثقة أو الطيبة إلى بوابة للمتاعب. إنها قصة مؤلمة، لكنها تحمل رسالة واضحة لكل طالب يسافر للدراسة: احذر التعامل مع الغرباء، وتأكد دائمًا من قانونية أي نشاط تشارك فيه، فالقوانين تختلف من بلد إلى آخر.
وفي انتظار مآل التحقيقات، تأمل عائلة الطالبة أن تعود ابنتهم قريبًا إلى مقاعد الدراسة، بعد أن تنجلي الحقيقة وتظهر براءتها أمام العدالة الروسية.