تستور: وفاة فلاح في حادث انقلاب جرار فلاحي والحزن يعمّ الجهة
تستور: وفاة شخص في حادث انقلاب جرار فلاحي والحزن يخيم على الجهة
خيم الحزن اليوم على منطقة تستور التابعة لولاية باجة، بعد تسجيل حادث مرور أليم تمثل في انقلاب جرار فلاحي أسفر عن وفاة شخص على عين المكان، وفق ما أكّدته مصادر محلية وأمنية متطابقة.
وتفيد المعطيات الأولية أنّ الحادث جدّ صباح اليوم بإحدى المناطق الريفية القريبة من مدينة تستور، عندما كان الهالك، وهو فلاح في العقد الرابع من عمره، بصدد قيادة جراره لأداء بعض الأعمال الزراعية. لكن لأسباب لا تزال قيد التحقيق، فقد السيطرة على الجرار الذي انقلب به في أحد المنحدرات، ما تسبب في إصاباته البالغة التي أدت إلى وفاته رغم محاولات الإنقاذ.
وقد تحولت وحدات الحماية المدنية والأمن الوطني على وجه السرعة إلى مكان الحادث فور ورود البلاغ، حيث تمّ انتشال الجثة ونقلها إلى قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجهوي بباجة لإجراء الفحوص اللازمة وتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة. كما تم فتح تحقيق أمني بإذن من النيابة العمومية لمعرفة ملابسات الحادث وظروف وقوعه.
من جهتهم، عبّر عدد من أهالي المنطقة عن حزنهم الشديد لفقدان الفلاح، الذي عرف بين أبناء الجهة بدماثة أخلاقه وحبه للعمل. وقال أحد جيرانه في تصريح إعلامي: “كان إنسان طيب، يخدم على روحو وعلى عايلتو بصمت، ما عمرنا سمعنا عليه حاجة خايبة.” كلمات مؤثرة تعكس حجم الفاجعة التي ألمّت بأهله وأصدقائه.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي بدورها موجة من رسائل التعزية، حيث عبّر رواد المنصات عن أسفهم العميق، داعين إلى مزيد من الحذر عند استعمال الآلات الفلاحية، خاصة في المناطق ذات التضاريس الوعرة التي تكثر فيها حوادث الانزلاق والانقلاب خلال فترات العمل الزراعي المكثف.
ويرى عدد من المتابعين أن هذا الحادث يعيد إلى الواجهة ضرورة تعزيز إجراءات السلامة المهنية في القطاع الفلاحي، من خلال تكوين الفلاحين حول أساليب القيادة الآمنة للجرارات واستعمال وسائل الحماية الفردية أثناء العمل، إضافة إلى مراقبة صيانة الآلات بشكل دوري لتفادي الأعطال المفاجئة.
كما دعا بعض المواطنين السلطات المحلية إلى تحسين البنية التحتية بالمسالك الريفية التي يسلكها الفلاحون يوميًا، خاصة وأنّ كثيرًا منها تفتقر إلى التهيئة، ما يزيد من مخاطر الحوادث. وأكدوا أن مثل هذه المآسي يمكن تجنبها من خلال تكاتف جهود الجميع لحماية الأرواح وضمان ظروف عمل أكثر أمانًا.
وفي ختام هذا اليوم الحزين، لا يسع أهالي تستور إلا التعبير عن تضامنهم مع عائلة الفقيد، مترحمين عليه بكلمات بسيطة لكنها صادقة: “رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.”
حادثة مؤلمة جديدة تذكرنا جميعًا بأهمية الوعي بخطورة العمل في الميدان الفلاحي، وضرورة اتخاذ كل سبل الوقاية لحماية العاملين في هذا القطاع الحيوي، الذي يبقى أحد أعمدة الاقتصاد الوطني.