رأس الجبل – بنزرت: اعتدا.ء عني.ف على حافلة مدرسية يُصيب أربعة تلاميذ بينهم تلميذة
رأس الجبل: حادثة عنف خطيرة داخل حافلة مدرسية تهزّ الأهالي
شهدت مدينة رأس الجبل من ولاية بنزرت صباح أمس حادثة مؤسفة أثارت صدمة وغضبًا واسعًا في صفوف الأهالي، وذلك إثر نشوب شجار عنيف داخل حافلة مدرسية تحوّل في لحظات إلى مشهد من الفوضى والرعب، بعد أن استُعملت فيه أسلحة بيضاء بين مجموعة من التلاميذ.
ووفقًا للمعطيات الأولية، فإن الحادثة جدّت أثناء صعود مجموعة من التلاميذ إلى الحافلة التي تنقلهم يوميًا بين منطقتي أوتيك ورأس الجبل، حيث نشب خلاف بسيط بين عدد من التلاميذ قبل أن يتطور إلى اعتداء مباشر على أحدهم يبلغ من العمر 14 سنة.
وقد تدخل ابن عمه لمحاولة الدفاع عنه، لكنه أصيب بدوره بطعنات على مستوى الكتف والظهر، مما استوجب نقلهما على وجه السرعة إلى المستشفى المحلي لتلقي الإسعافات الضرورية.
وأكد مصدر طبي من المستشفى أن حالة المصابين مستقرة حاليًا بفضل التدخل السريع للإطار الطبي وشبه الطبي، مشيرًا إلى أنه تم نقل أحد التلميذين لاحقًا إلى المستشفى الجامعي الحبيب بوقطفة ببنزرت لمزيد من الفحوص والعلاج.
وفي تصريح مقتضب من قسم الاستعجالي، قال أحد المصابين: “ضربونا من غير ما نحسّ، بالموس… وبعدها هربوا. الحمد لله ربي ستر.”
كلمات قليلة لكنها تختصر حجم الرعب الذي عاشه التلاميذ في تلك اللحظات الصعبة.
وفي شهادة أخرى، عبّرت والدة أحد المصابين عن غضبها الشديد قائلة: “أولادنا يركبوا الحافلة باش يقروا، مش باش يعيشوا الخوف. لازم تكون رقابة ومرافقة داخل الكار.”
تصريحاتها عكست استياء عديد الأولياء الذين اعتبروا أن ما حصل نتيجة مباشرة لغياب التنظيم والصرامة داخل النقل المدرسي، مطالبين وزارة التربية بالتدخل العاجل.
من جهتها، تحركت الوحدات الأمنية فور إشعارها بالحادثة، وتمكنت من إيقاف أحد المشتبه بهم بعد ساعات قليلة من البحث، فيما تتواصل التحريات لتحديد هوية بقية المتورطين الذين لاذوا بالفرار.
وأكد مصدر أمني أن التحقيق يشمل الاستماع إلى عدد من الشهود والتلاميذ، مشددًا على أن القانون سيُطبّق بكل صرامة على كل من يثبت تورطه.
هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة ظاهرة العنف في الوسط المدرسي، وخاصة داخل وسائل النقل المخصصة للتلاميذ. فقد عبّر العديد من الإطارات التربوية في رأس الجبل عن قلقهم من تزايد مثل هذه السلوكيات، مؤكدين أن العنف المدرسي أصبح ظاهرة تستدعي معالجة شاملة تشمل العائلة، المدرسة، والمجتمع.
وأشار أحد الأساتذة إلى أن “المدرسة ليست فقط مكانًا للتعليم، بل أيضًا فضاء لتربية التلميذ على قيم الاحترام والتعايش”، داعيًا إلى ضرورة إدراج برامج تحسيسية وتربوية لمحاربة العنف في صفوف التلاميذ.
في المقابل، أثنى الأولياء على سرعة تدخل الحماية المدنية والأمن، مؤكدين أن الحادثة كان يمكن أن تتحول إلى مأساة حقيقية لولا التدخل الفوري.
كما دعوا إلى وضع إجراءات جديدة لحماية التلاميذ أثناء التنقل، على غرار تخصيص مرافقة تربوية داخل كل حافلة مدرسية، وتكثيف الرقابة على المحطات التي تعرف اكتظاظًا في أوقات الذهاب والعودة من المؤسسات التعليمية.
وفي انتظار اكتمال الأبحاث وكشف جميع الملابسات، تبقى هذه الحادثة جرس إنذار جديد يدعو الجميع — من سلطات وأولياء وتربويين — إلى التحرك الجدي لحماية أبنائنا وضمان سلامتهم في طريقهم إلى المدرسة.