وفا.ة الاب ليلتحق به ابنه بعد ساعتين
صفاقس: فاجعة في العوابد… وفاة الأب حسونة العقربي وابنه حمادي في يوم واحد
خيم الحزن صباح اليوم على منطقة العوابد من ولاية صفاقس بعد فاجعة مؤلمة تمثلت في وفاة الأب المسن حسونة العقربي، ليتوفى بعد ساعات قليلة فقط ابنه حمادي العقربي، في مشهد مؤثر هزّ مشاعر الأهالي وأقارب العائلة وكل من عرفهما.
تفاصيل الحادثة
وفق المعطيات التي تم تداولها من قبل مقربين من العائلة، فقد توفي الأب حسونة العقربي صباح اليوم بعد صراع مع المرض، وهو رجل معروف في الجهة بطيبة قلبه وحسن خلقه. وبعد ساعات من تشييع جثمانه، فُجع الجميع بخبر وفاة ابنه حمادي العقربي، الذي لم يتحمل صدمة رحيل والده، ليفارق الحياة هو الآخر بعد حوالي ساعتين فقط.
وقد أحدثت هذه الحادثة تأثيراً بالغاً في نفوس سكان المنطقة، لما تحمله من رمزية مؤلمة عن عمق العلاقة بين الأب والابن، إذ اعتبرها الأهالي مثالاً نادراً عن الترابط الأسري والحب الكبير الذي يجمع بين أفراد العائلة.
حزن عميق في صفاقس
خيّم الحزن والأسى على أهالي منطقة العوابد، حيث توافد عدد كبير من الجيران والأقارب لتقديم واجب العزاء ومواساة العائلة التي فقدت اثنين من أعزّ أفرادها في يوم واحد.
وقد عبّر العديد من أبناء الجهة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تعاطفهم الكبير مع عائلة الفقيدين، داعين الله أن يرحمهما ويصبر أهلهما على هذا البلاء العظيم.
وكتب أحد أصدقاء العائلة في منشور مؤثر:
“رحم الله العم حسونة وولده حمادي… رحلا تباعاً كأن القدر لم يشأ أن يفرّق بين قلبيهما حتى بعد الموت.”
تفاعل واسع على وسائل التواصل
تحولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في صفاقس إلى منابر للتعازي والتأثر، حيث نشر المئات من المواطنين تدوينات تعبر عن الحزن، واصفين الحادثة بأنها من أكثر القصص الإنسانية التي تُظهر عمق الحب بين الأب وابنه.
كما دعا ناشطون إلى الوقوف إلى جانب العائلة ومساندتها في هذه المحنة الصعبة، مؤكدين أن مثل هذه الحوادث تذكّر الجميع بقيمة الأسرة والترابط العائلي الذي لا يقدّر بثمن.
الأثر الإنساني
يرى مختصون في علم النفس أنّ حالات الوفاة المتقاربة بين الأقارب، خصوصاً بين الآباء والأبناء، قد تكون أحياناً نتيجة للارتباط العاطفي القوي الذي يجعل الفقدان المفاجئ صادماً على المستوى النفسي والجسدي.
ويشير الأطباء إلى أن الحزن الشديد يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان، خاصة لدى من يعانون من أمراض مزمنة أو ضغط نفسي كبير.
مراسم الدفن والتشييع
تم تشييع جثماني الفقيدين في أجواء حزينة حضرها جمع غفير من الأهالي والأصدقاء، حيث خيّم الصمت والدموع على المكان، فيما ترددت عبارات التعزية والدعاء لهما بالرحمة والمغفرة.
خاتمة
فاجعة العوابد بصفاقس تظل حادثة إنسانية مؤلمة تجسّد قوة الرابط العائلي بين الأب وابنه، وترسم مشهداً من مشاهد الوفاء والمحبة التي تبقى خالدة في ذاكرة الناس.
رحم الله العم حسونة العقربي ونجله حمادي العقربي، وأسكنهما فسيح جناته، وألهم عائلتهما جميل الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.