بوحجلة على وقع فاجعة: وفاة امرأة بعد سقوطها في ماجل مياه الأمطار”
بوحجلة: وفاة امرأة إثر سقوطها في ماجل لتجميع مياه الأمطار
شهدت معتمدية بوحجلة من ولاية القيروان صباح اليوم حادثاً أليماً تمثّل في وفاة امرأة بعد سقوطها في ماجل مخصص لتجميع مياه الأمطار. وقد خلّف هذا الحادث حزناً عميقاً في صفوف أهالي المنطقة الذين عبّروا عن أسفهم لرحيل الضحية في ظروف مأساوية ومؤلمة.
تفاصيل الحادثة
وفقاً للمعطيات الأولية، كانت المرأة بصدد القيام ببعض الأشغال المنزلية بالقرب من الماجل حين انزلقت بشكل مفاجئ وسقطت داخله. وبمجرد إشعار الحماية المدنية، تحوّلت وحداتها بسرعة إلى مكان الحادث حيث تم انتشال الجثة بعد مجهودات كبيرة نظراً لعمق الماجل وصعوبة الوصول إليه. وقد تم نقل الجثة إلى المستشفى الجهوي بالقيروان لعرضها على الطبيب الشرعي وتحديد أسباب الوفاة بدقّة.
تحرّك فوري للسلط المحلية
فور انتشار الخبر، تحولت السلطات المحلية والأمنية إلى موقع الحادث لمعاينة المكان وفتح تحقيق لتحديد ملابسات الوفاة. وتشير المعطيات الأولية إلى أنّ الحادث عرضي ولا توجد أي شبهة جنائية، غير أنّ التحقيقات متواصلة بإشراف النيابة العمومية.
وقد عبّر عدد من متساكني المنطقة عن استيائهم من غياب إجراءات السلامة في بعض المنازل والأراضي الفلاحية التي تحتوي على آبار أو مواجل مكشوفة تشكل خطراً على حياة السكان، خصوصاً الأطفال وكبار السن والنساء اللواتي يقمن بالأعمال المنزلية اليومية في محيط تلك الخزانات.
خطر المواجل المكشوفة
تُعتبر مواجل تجميع مياه الأمطار من المنشآت التقليدية المنتشرة في المناطق الريفية التونسية، إذ يعتمد عليها الأهالي لتخزين المياه للاستخدام المنزلي أو الفلاحي خلال فترات الجفاف. غير أنّ العديد من هذه المواجل تبقى غير مؤمنة، ما يجعلها مصدر خطر دائم على السكان.
وقد سجلت عدة مناطق في السنوات الأخيرة حوادث مماثلة، بعضها أودى بحياة أشخاص، ما دفع السلطات إلى إطلاق حملات تحسيسية حول ضرورة تأمين هذه الخزانات بوسائل حماية مناسبة مثل الأغطية المعدنية أو الأسوار الواقية.
دعوات للتوعية والوقاية
أكّد عدد من نشطاء المجتمع المدني في بوحجلة أنّ مثل هذه الحوادث المؤلمة يمكن تفاديها بسهولة لو تم احترام قواعد السلامة العامة، ودعوا إلى تنظيم حملات توعية في الأرياف للتنبيه إلى خطورة ترك المواجل مكشوفة. كما طالبوا بضرورة تدخل البلديات لتقديم الدعم الفني والمادي للعائلات محدودة الدخل التي لا تملك الإمكانيات الكافية لتأمين خزاناتها.
مأساة تذكّرنا بخطورة الإهمال
رحيل المرأة أعاد إلى الأذهان سلسلة من الحوادث العرضية التي تقع في الأرياف نتيجة الإهمال أو غياب الصيانة الدورية للمرافق المائية. وتبقى مثل هذه المآسي رسالة تذكير بضرورة تكاتف الجهود بين الأهالي والسلط المحلية لتفادي تكرارها مستقبلاً.
خاتمة
تعيش منطقة بوحجلة اليوم على وقع حزن كبير بعد وفاة هذه المرأة في حادث مأساوي، فيما تتواصل التحقيقات الرسمية لتحديد كل التفاصيل. ومع تكرار مثل هذه الحالات في مناطق مختلفة من تونس، يتأكد أن السلامة مسؤولية جماعية، وأنّ الوعي والوقاية هما السبيلان لحماية الأرواح من مخاطر يمكن تجنبها. رحم الله الفقيدة وألهم عائلتها جميل الصبر والسلوان