اشتباكات في نيس تودي بحياة شاب تونسي
نيس: مصرع شاب تونسي وإصابة ستة آخرين في اشتباكات دامية مرتبطة بالمخدرات
شهدت مدينة نيس الفرنسية ليلة دامية إثر اندلاع اشتباكات مسلحة وصفت بالعنيفة داخل أحد الأحياء المعروفة بتوتراتها الأمنية، ما أسفر عن سقوط ضحايا من جنسيات مختلفة بينهم تونسيون. ووفق المعطيات الأولية، فقد لقي شاب تونسي يبلغ من العمر 19 عاماً مصرعه متأثراً بجروح خطيرة جراء إطلاق نار مباشر، فيما أصيب ستة أشخاص آخرون بجروح متفاوتة الخطورة.
تفاصيل الحادثة
وحسب مصادر محلية إعلامية، فإنّ الاشتباكات اندلعت على خلفية صراعات مرتبطة بتجارة المخدرات، حيث تبادل عدة أشخاص إطلاق الرصاص في ساعة متأخرة من الليل. وأدّت الحصيلة إلى مقتل شاب تونسي شاب، إلى جانب مقتل رجل من أصول شيشانية كان يعمل حارساً في مكتب بريد بالمنطقة، كما أصيب صديق له بجروح بليغة.
أما بقية الضحايا، فقد شملت أربعة تونسيين آخرين، اثنان منهم في حالة حرجة ويخضعان حالياً للعناية الطبية المكثفة. وقد خلفت هذه الأحداث حالة من الذعر في صفوف سكان الحي الذين سمعوا أصوات الرصاص المتبادل وشاهدوا سيارات الإسعاف والشرطة تتدخل بشكل عاجل.
خلفية توتر أمني متصاعد
من اللافت أن الحادثة وقعت بعد أقل من 24 ساعة من واقعة إطلاق نار سابقة في نفس المنطقة، بين مجموعة من الشبان التونسيين، ما يشير إلى سلسلة متواصلة من أعمال العنف التي تعرفها بعض أحياء نيس في الفترة الأخيرة. وتشير التحريات الأولية إلى أن هذه العمليات مرتبطة بصراعات حول شبكات تهريب وتوزيع المخدرات التي تشهدها المدينة الفرنسية منذ سنوات.
غياب بيان رسمي
حتى هذه اللحظة، لم تصدر السلطات الفرنسية أي بيان رسمي بخصوص الحادثة، فيما لا تزال وحدات الشرطة القضائية بصدد التحقيق في ملابسات الاشتباكات وتحديد هوية المتورطين فيها. وقد تم تعزيز التواجد الأمني في المنطقة تحسباً لأي مواجهات جديدة، مع تكثيف عمليات التمشيط بحثاً عن مشتبه بهم قد يكونون فروا بعد تبادل إطلاق النار.
تداعيات اجتماعية وأمنية
هذه التطورات الخطيرة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والحقوقية، حيث عبّر عدد من الناشطين عن قلقهم من تزايد ظاهرة العنف المسلحفي بعض المدن الفرنسية، وخاصة في الأحياء التي تعرف نسب بطالة مرتفعة وتنتشر فيها تجارة المخدرات. كما أبدى أفراد الجالية التونسية في نيس مخاوفهم من الانعكاسات السلبية لهذه الأحداث على صورة الجالية وعلى العلاقات الاجتماعية داخل الأحياء متعددة الثقافات.
دعوات إلى التشديد الأمني
من جهتها، طالبت جمعيات محلية بضرورة تشديد الإجراءات الأمنية ومضاعفة الحملات الوقائية للحد من انتشار المخدرات التي تعتبر السبب الرئيسي وراء هذه النزاعات الدموية. كما دعا البعض إلى ضرورة العمل على إدماج الشباب في برامج اجتماعية واقتصادية تحد من انجرافهم نحو العصابات وشبكات الجريمة المنظمة.
خاتمة
يبقى الوضع في مدينة نيس مقلقاً في ظلّ تكرار حوادث إطلاق النار وارتفاع حصيلة الضحايا في وقت وجيز، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من السلطات الأمنية والقضائية لفرض سيادة القانون وحماية السكان من دوامة العنف المسلح. وإلى حين صدور بيان رسمي يوضح تفاصيل أكثر حول الحادثة الأخيرة، تبقى الجالية التونسية في حالة ترقب وحذر وسط دعوات لوقف النزيف المستمر من الأرواح.