زغوان: وفاة ثانية بسبب حمى غرب النيل والإجراءات الوقائية تتواصل

شهدت ولاية زغوان اليوم تسجيل حالة وفاة ثانية بسبب حمى غرب النيل، وذلك لكهل أصيل معتمدية زغوان كان قد تمّ إيواؤه بالمستشفى الجهوي منذ حوالي شهر إثر إصابته بالفيروس. وأكدت المديرة الجهوية للصحة بزغوان، الدكتورة سنية سندي، في تصريح إعلامي أنّ السلط الصحية والجهات المعنية اتخذت سلسلة من الإجراءات الوقائية منذ الإعلان عن الإصابات الأولى للحدّ من انتشار العدوى.

ما هي حمى غرب النيل؟

حمى غرب النيل هي مرض فيروسي ينتقل إلى الإنسان عبر لدغات البعوض المصاب. وتُعتبر الطيور البرية المصدر الأساسي للفيروس، حيث ينتقل إليها البعوض عند اللدغ ثم يصبح بدوره ناقلاً للعدوى إلى البشر. ورغم أنّ أغلب الحالات المسجّلة قد تكون خفيفة أو بلا أعراض، فإنّ بعض الإصابات يمكن أن تتطور إلى أشكال خطيرة، خصوصاً لدى كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

الوضع الصحي في زغوان

تسجيل حالتي وفاة متتاليتين في زغوان أثار قلق الأهالي، خاصّة مع تزامن الفترة الحالية مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نشاط البعوض. وقد أكدت المديرة الجهوية للصحة أنّ فرق المراقبة والتقصي الميداني تواصل عملها في مختلف المعتمديات، مع تكثيف عمليات المداواة والتعقيم للحدّ من تكاثر البعوض الناقل للفيروس. كما دعت المواطنين إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية البسيطة لحماية أنفسهم وعائلاتهم.

أعراض العدوى بفيروس غرب النيل

عادة ما تظهر أعراض خفيفة تشبه أعراض الإنفلونزا، مثل:

• ارتفاع درجة الحرارة.
• الصداع المستمر.
• آلام في المفاصل والعضلات.
• ظهور طفح جلدي في بعض الحالات.

لكن في حالات نادرة، قد تتطور العدوى إلى التهاب الدماغ أو التهاب السحايا الفيروسي، مما قد يهدد حياة المصاب إذا لم يتم التدخل الطبي السريع. ولهذا شدد الأطباء على أهمية التوجه إلى المستشفى عند ملاحظة أي أعراض غير عادية أو مستمرة.

الإجراءات الوقائية لحماية المواطنين

أكّدت وزارة الصحة أن الوقاية تبقى السلاح الأنجع لتفادي الإصابة بحمى غرب النيل. ومن أبرز الإجراءات التي ينصح بها الخبراء:

• استخدام المبيدات الطاردة للبعوض خاصة خلال الليل.
• ارتداء ملابس طويلة لتغطية الجسم في المناطق التي تشهد انتشاراً للبعوض.
• تجفيف أماكن تجمع المياه الراكدة التي تمثل بيئة مثالية لتكاثر البعوض.
• تثبيت شبكات وقاية على النوافذ والأبواب لمنع دخول الحشرات إلى المنازل.

دعوة إلى الحذر والتضامن الصحي

إنّ تسجيل حالة وفاة ثانية في زغوان يدعو إلى المزيد من اليقظة، ليس فقط من قبل السلط الصحية، بل أيضاً من طرف المواطنين الذين تقع على عاتقهم مسؤولية الالتزام بالإرشادات الوقائية. فالمعركة ضد حمى غرب النيل لا يمكن أن تُحسم إلا بتضافر الجهود المشتركة بين السلطات والمجتمع المدني والأهالي.

وفي انتظار تقارير رسمية إضافية حول تطور الوضع الصحي، تواصل وزارة الصحة حملاتها التحسيسية والوقائية من أجل حماية المواطنين والحدّ من مخاطر انتشار العدوى.