اخبار عامة

سقوط قا.تل في بوحجلة.. أب لثلاثة أطفال يودّع الحياة داخل ورشة بناء

مأساة في بوحجلة: وفاة كهل في ورشة بناء تترك عائلته في صدمة

شهدت معتمدية بوحجلة يومًا حزينًا ومؤلمًا بعد تسجيل حادث مأساوي في إحدى ورشات البناء، حيث توفي كهل أصيل منطقة جهينة إثر سقوطه من الطابق الثالث أثناء قيامه بعمله داخل حضيرة. هذا الحادث الأليم لم يترك فقط فراغًا في مكان العمل، بل هزّ المنطقة بأكملها، خاصة وأن الضحية أب لثلاثة أبناء صغار ينتظرون عودته إلى المنزل في نهاية اليوم، لكن القدر شاء أن تكون عودته مختلفة، عودة محمّلة بالحزن والدموع.

وفق شهود عيان، فإن الضحية كان يؤدي عمله بشكل اعتيادي قبل أن يزلّ قدمه ويسقط من علو شاهق، في مشهد صادم هزّ زملاءه وكل من كان في المكان. رغم محاولات الإسعاف ونقله على وجه السرعة إلى المستشفى المحلي، إلا أن خطورة الإصابات التي تعرض لها لم تمهله طويلًا، ليفارق الحياة تاركًا وراءه قصة مأساوية تسلط الضوء على المخاطر اليومية التي يعيشها عمال البناء في تونس.

الخبر انتشر بسرعة على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر أهالي الجهة وأصدقاء الفقيد عن صدمتهم وحزنهم الكبير لفقدانه. الكلمات التي تداولها رواد الفيسبوك حملت الكثير من مشاعر الحزن والدعاء للمتوفي بالرحمة والمغفرة، ولأسرته بالصبر والسلوان. كثيرون أكدوا أن الحادث يسلط الضوء من جديد على واقع حضائر البناء في البلاد، حيث يعمل مئات الكهول والشباب يوميًا في ظروف صعبة، معرضين أنفسهم لمخاطر كبيرة دون أن تتوفر لهم دائمًا وسائل الحماية الكافية.

الضحية، المعروف بين جيرانه وأقاربه بحسن أخلاقه وتفانيه في عمله، كان السند الوحيد لأسرته البسيطة. زوجته وأبناؤه الثلاثة وجدوا أنفسهم فجأة أمام واقع صعب، حيث فقدوا عماد العائلة ومصدر رزقها. هذه الفاجعة أثارت موجة من التضامن في المنطقة، إذ عبّر العديد من الأهالي عن استعدادهم للوقوف إلى جانب الأسرة في هذه المحنة القاسية.

على الصعيد الرسمي، من المنتظر أن يتم فتح بحث تحقيقي لتحديد ملابسات الحادث، خاصة وأن مثل هذه الحوادث تتكرر بين الحين والآخر في ورشات البناء. ويأمل الكثيرون أن تكون هذه المأساة دافعًا لمزيد من التشديد على شروط السلامة داخل مواقع العمل، حتى لا يتكرر نفس المصير مع آخرين.

الحادثة أعادت أيضًا النقاش حول واقع العمال البسطاء في تونس، الذين يعملون لساعات طويلة مقابل أجور محدودة، دون أن يحظوا أحيانًا بأبسط مقومات الحماية المهنية. وهو ما يدعو إلى تحرك عاجل من أجل توفير بيئة عمل أكثر أمانًا وإنصافًا لهم.

اليوم، بوحجلة تبكي أحد أبنائها. زوجة ثكلى، أبناء يتامى، وأقارب وأصدقاء في حالة صدمة لا توصف. وحدها الدعوات الصادقة قد تخفف بعضًا من وجع الفقد، لكن الحقيقة تبقى أن حياة رجل ضاعت في لحظة، بسبب حادث يمكن أن يتكرر مع أي عامل آخر.

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.