اخبار المشاهير

صدمة في سيدي حسين بعد اجبار الام لابنها على التسول

تونس: قضية استغلال قاصر تثير جدلاً واسعاً
أثارت حادثة جدلية في منطقة الجيّارة بسيدي حسين جدلاً كبيراً بعد أن كشف طفل قاصر عن تعرّضه للاستغلال من قبل والدته، حيث أجبرته على التسوّل في مناطق مختلفة، مع تعرّضه في بعض الأحيان إلى العنف والضغط النفسي.
ووفق المعطيات الأولية، فقد تقدّم الطفل بشكوى إلى الوحدات الأمنية، وهو ما قاد إلى الكشف عن تفاصيل صادمة، إذ تم العثور لدى والدته على مبالغ مالية كبيرة قدرت بحوالي 300 ألف دينار نقداً، إضافة إلى امتلاكها منازل فاخرة، وهو ما جعل القضية تأخذ أبعاداً تتجاوز مجرد التسوّل العادي لتتحول إلى ملف استغلال منظم.
هذه الحادثة فتحت من جديد النقاش حول ظاهرة استغلال الأطفال القصر، سواء عبر دفعهم إلى العمل في ظروف غير إنسانية أو استخدامهم في أنشطة غير قانونية مثل التسوّل. ويؤكد خبراء علم الاجتماع أن مثل هذه الحالات تضر بالطفل نفسياً وجسدياً، وتحرمهم من أبسط حقوقهم في التعليم والحياة الكريمة.
منظمات المجتمع المدني عبّرت عن قلقها إزاء تزايد مثل هذه الممارسات، مشيرة إلى أن بعض شبكات التسوّل لم تعد مرتبطة بالحاجة أو الفقر، بل أصبحت وسيلة للثراء غير المشروع عبر استغلال الأطفال والضعفاء. كما دعت السلطات إلى تشديد الرقابة وتطبيق القوانين التي تحمي القصر من أي شكل من أشكال الاستغلال.
الحادثة أيضًا أثارت نقاشًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر الكثيرون أن استغلال أم لابنها بهذا الشكل يعد صدمة أخلاقية واجتماعية قبل أن يكون قضية قانونية. كما دعا البعض إلى مراجعة طرق تقديم المساعدات الخيرية، وتوجيهها مباشرة إلى المحتاجين الحقيقيين عبر الجمعيات والمؤسسات الموثوقة، بدل الوقوع ضحية لشبكات الاستغلال.
القضية ما تزال محل تحقيق من قبل الوحدات الأمنية والقضائية، في انتظار ما ستكشفه الأبحاث حول خلفياتها وحجم الشبكة المرتبطة بها إن وُجدت.
وتبقى هذه الحادثة مثالاً واضحاً على خطورة الاستغلال عندما يتحوّل الطفل من فرد يحتاج إلى رعاية وحماية إلى أداة لجمع الأموال، وهو ما يتطلب وعيًا جماعيًا ومزيدًا من الصرامة القانونية لحماية حقوق الأطفال وضمان مستقبل أفضل لهم.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *