اخبار عامة

بسبب علاقة مشبوهة أب يطرد أولاده من بيوتهم بعد الاستيلاء على ممتلكاتهم

حين تخذل العائلة أبناءها… مأساة صامتة تهز البيوت
تُعتبر العائلة في المخيال الجمعي العربي الملاذ الأول الذي يلجأ إليه الأبناء في لحظات الشدة. فهي السند الذي يمنحهم القوة، والحاضنة التي توفر لهم الأمان. غير أنّ الواقع يكشف في أحيان كثيرة عن قصص مؤلمة، يكون أبطالها مجموعة من الأبناء الذين أفنوا سنوات من حياتهم في خدمة أسرهم، ليجدوا أنفسهم في النهاية أمام خذلان قاسٍ من أقرب الناس إليهم.
خذلان جماعي
حين تُخذل مجموعة من الأبناء من قِبل عائلتهم، فإن الصدمة تكون مضاعفة. فهم لا يفقدون مجرد سند فردي، بل تنهار أمامهم صورة الأسرة التي اعتقدوا أنّها حصن لا يُخترق. قد يكون ذلك بسبب نزاع عقاري أو خلاف مادي حول تقسيم أرض أو منزل، حيث يعدهم وليّ الأمر بمنحهم حقوقهم، ثم ينقض عهده في لحظة حاسمة، تاركًا أبناءه في مواجهة ضياع العمر وتبخر الأحلام.
الأسباب الكامنة خلف الظاهرة
الأسباب التي تدفع عائلة ما إلى خذلان أبنائها عديدة، من بينها:
نزاعات متعلقة بالميراث أو البناء على أرض مشتركة.
خلافات مالية مرتبطة بالمسكن أو الموارد الأسرية.
تدخل أطراف خارجية تغذّي الصراع الداخلي.
غير أنّ العامل المشترك بينها جميعًا هو غياب الحوار العائلي وافتقار العلاقات إلى الشفافية والثقة.
انعكاسات نفسية واجتماعية
خذلان مجموعة من الأبناء لا يترك ندوبًا فردية فقط، بل يولّد جرحًا جماعيًا يهدد وحدة الأسرة بأكملها. الأبناء الذين يشعرون أنهم تعرضوا للغدر قد يفقدون ثقتهم بالآخرين، ويتحولون إلى أفراد منغلقين يبحثون عن بدائل خارج نطاق العائلة. وفي بعض الأحيان، تنتهي هذه النزاعات إلى تفكك أسري كامل، حيث تنشأ القطيعة بين الإخوة ويضيع الرابط الذي كان يجمعهم.
أمثلة من الواقع
لا يمر وقت طويل حتى نسمع قصصًا عن أبناء بنوا منازلهم على أرض وعدهم بها والدهم، ثم طُلب منهم مغادرتها بعد سنوات من العناء. مثل هذه الوقائع، وإن بدت فردية، إلا أنها تعكس مشكلة اجتماعية متكررة في المجتمع التونسي والعربي، تكشف هشاشة العلاقات حين تتغلب المصالح المادية على قيم التضامن.
نحو حلول عملية
مواجهة هذه الظاهرة تتطلب:
إرساء ثقافة قانونية تقوم على توثيق العقود وتسجيلها رسميًا لتفادي النزاعات.
تعزيز التربية الأسرية على قيم الاحترام المتبادل وتقدير التضحيات.
تفعيل دور الوساطة العائلية والقانونية قبل تفاقم الخلافات.
خاتمة
خذلان الأبناء جميعًا من قبل عائلتهم ليس مجرد نزاع عقاري أو خلاف مادي، بل هو جرح عميق في جسد الأسرة، يهدد استقرارها ويمحو معنى التضامن الذي وُجدت من أجله. إنّها مأساة صامتة قد تمر مرور الكرام في أعين الغرباء، لكنها في قلب الأبناء تبقى وصمة لا ينساها العمر.