حوادث الفورزا تحصد الأرواح… وفاة شاب في فوسانة ونجاة آخر بأعجوبة في منوبة
فورزا في قفص الاتهام: حوادث مرور مأساوية تهدد حياة الشباب
لم تمر عطلة نهاية هذا الأسبوع دون أن تسجل شوارع تونس فواجع جديدة، بعدما شهدت ولايتا القصرين ومنوبة حادثين خطيرين كان بطلَهما دراجات نارية من نوع Forza، لتعود بذلك إلى الواجهة قضية تزايد ضحايا هذه المركبات بين صفوف الشباب، وسط دعوات متجددة للتحرك والحد من نزيف الأرواح.
مأساة في فوسانة
في منطقة فوسانة التابعة لولاية القصرين، جدّ حادث مرور مأساوي أسفر عن وفاة الشاب إبراهيم بن الهادي رطيبي على عين المكان. الفقيد كان يقود دراجته النارية قبل أن يتعرض لحادث تصادم مروّع، مما أدى إلى وفاته فوراً، فيما أصيب اثنان من مرافقيه بجروح بليغة استوجبت نقلهما على جناح السرعة إلى المستشفى الجهوي بالقصرين حيث يرقدان في حالة حرجة.
الخبر كان بمثابة صدمة لأهالي الجهة، إذ عُرف الفقيد بين أصدقائه ومعارفه بروحه الطيبة وحيويته، قبل أن يختطفه الموت في لحظة مأساوية ستظل راسخة في أذهان كل من عرفه.
حادث كاد يودي بحياة شاب في منوبة
بالتوازي مع مأساة القصرين، شهدت ولاية منوبة حادثاً مرورياً خطيراً كاد أن ينهي حياة شاب آخر كان يقود دراجة من نوع Forza. مصادر محلية أفادت بأن الشاب فقد السيطرة على دراجته أثناء قيادته بسرعة عالية، ما أدى إلى اصطدامه بقوة ووقوعه أرضاً في حالة وُصفت بالخطيرة قبل أن يتلقى الإسعافات اللازمة.
ورغم أن حياته ليست في خطر حالياً، إلا أن الحادثة أعادت طرح علامات استفهام كبرى حول مدى وعي الشباب بمخاطر هذا النوع من الدراجات النارية، ومدى جاهزية البنية التحتية المرورية لمواكبة انتشارها المتزايد.
دراجات Forza بين الشغف والخطر
لا يخفى أن دراجات Forza أصبحت حلماً يراود الكثير من الشباب التونسي لما تتميز به من تصميم رياضي وسرعة لافتة، لكنها في المقابل تمثل خطراً حقيقياً عند استعمالها في طرقات غير مهيأة أو بسرعات تتجاوز المعايير القانونية. كثير من الأطباء في أقسام الطوارئ يؤكدون أن نسبة كبيرة من الحوادث الخطيرة المسجلة مؤخراً ترتبط مباشرة بهذا النوع من الدراجات.
دعوات متزايدة للتوعية والردع
حادثتا القصرين ومنوبة سلطتا الضوء مجدداً على الحاجة الماسة إلى تكثيف حملات التوعية وسط الشباب، بخصوص مخاطر السرعة المفرطة وعدم احترام قواعد المرور. كما دعا نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تشديد المراقبة على مستعملي الدراجات الكبيرة الحجم، وفرض قوانين ردعية على المخالفين لحماية الأرواح، خصوصاً وأن أعداد ضحايا حوادث المرور في تونس تشهد ارتفاعاً مقلقاً.
بين الفقدان والأمل
بين صدمة فقدان الشاب إبراهيم بن الهادي رطيبي في فوسانة، ومعاناة شاب منوبة الذي لا يزال يتعافى من إصاباته، يبقى القاسم المشترك هو أن حياة الشباب التونسي أصبحت في مهب الريح بسبب الاستعمال غير الآمن لهذه الدراجات. وما لم تتحرك السلطات والأهالي والمجتمع المدني بشكل جدي، فإن نزيف الأرواح مرشح للاستمرار.
خاتمة
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وشفا الله المصابين وكتب لهم عمراً جديداً. أما الدرس الأهم فهو أن متعة السرعة قد تنقلب في ثوانٍ إلى فاجعة، وأن دراجات Forza التي يعشقها الكثيرون قد تتحول إلى قنبلة موقوتة ما لم تُستخدم بعقلانية وتحت سقف القانون.