اخبار الهجرة

وفاة طفل في القيروان إثر حادث داخل المنزل

شهدت مدينة العلا بولاية القيروان، اليوم الأحد، حادثة مأساوية تمثلت في وفاة طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات بعد سقوطه في إناء مملوء بالمياه داخل منزل عائلته. الحادث وقع في ظروف مفاجئة، حيث كان الطفل يلعب في محيط المنزل قبل أن يفقد توازنه ويسقط داخل الإناء، مما أدى إلى وفاته.

وفور تلقيها البلاغ، تنقلت الوحدات الأمنية إلى مكان الحادث لمعاينة الواقعة وجمع المعلومات اللازمة لمعرفة ملابسات ما جرى. كما تدخلت فرق الحماية المدنية لتقديم الإسعافات الأولية، غير أن محاولات إنقاذ الطفل لم تكلل بالنجاح. وبإذن من النيابة العمومية، تم نقل جثة الطفل إلى قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي ابن الجزار بالقيروان، حيث سيجري الأطباء الفحوصات الضرورية لتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة.

الحادثة خلفت حالة من الحزن العميق بين أفراد العائلة وأهالي المنطقة، الذين عبّروا عن صدمتهم لما جرى، خاصة أن الأمر يتعلق بطفل صغير لم يتجاوز بعد سنواته الثلاث. ورغم الألم الكبير، فقد أثارت الحادثة نقاشاً مجتمعياً واسعاً حول أهمية الوقاية ومراقبة الأطفال داخل المنازل، خصوصاً في المناطق الريفية حيث تتوفر في بعض البيوت أحواض مائية وأوانٍ كبيرة تُستخدم لأغراض منزلية أو فلاحية.

الأخصائيون في مجال سلامة الطفل شددوا مراراً على ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية الأطفال من المخاطر المنزلية، مشيرين إلى أن حوادث الغرق لا تقتصر على البحار والبرك المائية الكبيرة فحسب، بل يمكن أن تقع في أماكن بسيطة داخل المنازل مثل الأحواض أو الدلاء المملوءة بالمياه. وأكدوا أن بضع ثوانٍ من الغفلة قد تكون كافية لوقوع حادث مأساوي، وهو ما يجعل المراقبة المستمرة للأطفال ضرورة قصوى.

كما أوصى خبراء السلامة بتركيب أغطية محكمة للأواني المملوءة بالمياه، ووضعها في أماكن مرتفعة يصعب وصول الأطفال إليها، إلى جانب تعليمهم تدريجياً مخاطر الاقتراب من مصادر المياه دون إشراف من الكبار. وأكدوا أن التوعية الأسرية تلعب دوراً محورياً في تفادي مثل هذه الحوادث، خاصة في سن مبكرة يكون فيها الطفل فضولياً وغير مدرك لخطورة ما يحيط به.

من جهتها، دعت الجمعيات المهتمة بالطفولة إلى إطلاق حملات تحسيسية واسعة النطاق لرفع الوعي بأهمية الوقاية داخل البيوت، معتبرة أن مثل هذه الحوادث يمكن تجنبها من خلال تضافر جهود العائلات والمجتمع والسلطات المحلية لتوفير بيئة آمنة للأطفال.

وتبقى هذه الحادثة المؤلمة تذكرة قوية بضرورة الانتباه الدائم للأطفال، خاصة في البيئات التي تحتوي على مخاطر منزلية قد تبدو بسيطة لكنها في الحقيقة تحمل تهديداً حقيقياً لحياتهم. فالوقاية والوعي هما خط الدفاع الأول لتجنب فقدان أرواح بريئة في لحظات لا يمكن التنبؤ بها.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *