أعمال شغ.ب في بنزرت عقب المواجهة بين النادي البنزرتي والإفريقي

شهدت مدينة بنزرت مساء اليوم حالة من الاضطراب والفوضى مباشرة بعد نهاية المباراة التي جمعت النادي الرياضي البنزرتي بالنادي الإفريقي في إطار منافسات البطولة الوطنية لكرة القدم. فبعد صافرة النهاية، تحوّلت الأجواء الرياضية إلى حالة من التوتر، حيث اندلعت أعمال شغب في عدد من الشوارع القريبة من الملعب وبعض الأحياء المجاورة.

وبحسب شهود عيان، فقد عمد عدد من الجماهير إلى القيام بتصرفات خارجة عن القانون، تمثلت في تحطيم بعض الممتلكات العمومية والخاصة، مثل أعمدة الإنارة، اللافتات الإشهارية، وحتى زجاج بعض السيارات المتوقفة. كما تسبب هذا الوضع في تعطيل حركة المرور بشكل كامل في بعض المحاور الحيوية للمدينة، مما دفع السلطات إلى التدخل السريع.

وفي مشهد مثير للقلق، أقدم بعض الأفراد على إشعال الإطارات المطاطية في الطرقات، وهو ما نتج عنه تصاعد كثيف للدخان وتوتر في صفوف الأهالي والمارة الذين وجدوا أنفسهم وسط حالة من الفوضى غير المتوقعة. وقد سارعت الوحدات الأمنية والحماية المدنية إلى التوجه للمكان للسيطرة على الحرائق وإعادة فتح الطرقات أمام مستعمليها.

هذه الأحداث أثارت موجة من الاستياء على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد من المواطنين عن غضبهم مما حدث، معتبرين أن مثل هذه التصرفات لا تمتّ للروح الرياضية بصلة، وأنها تضرّ بصورة المدينة وتؤثر سلبًا على السلامة العامة. ودعا العديد من النشطاء إلى ضرورة اتخاذ إجراءات رادعة ضد كل من يثبت تورطه في أعمال التخريب أو تعطيل السير، حفاظًا على الممتلكات والأرواح.

من جانبها، أكدت مصادر أمنية أن الوحدات المختصة بصدد حصر الأضرار وجمع المعطيات حول الأحداث لتحديد المسؤوليات. كما تم تسجيل عدد من الإيقافات في صفوف بعض الشبان الذين شاركوا في أعمال الشغب، في انتظار استكمال الأبحاث وتطبيق القانون على كل المخالفين.

تجدر الإشارة إلى أن مباريات كرة القدم في تونس شهدت في السنوات الأخيرة بعض الانفلاتات، لكن السلطات عادة ما تتدخل بسرعة لإعادة الأمور إلى نصابها. ويرى متابعون للشأن الرياضي أن هذه الأحداث تطرح مجددًا مسألة ضرورة تكثيف العمل على الجانب التوعوي، وترسيخ ثقافة التشجيع الحضاري والروح الرياضية بين الجماهير، حتى تبقى الملاعب فضاءً للمتعة والتنافس الشريف لا مصدرًا للتوتر والمشاكل.

في انتظار ما ستكشفه التحقيقات القادمة، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستنجح السلطات في وضع حد نهائي لمثل هذه التصرفات التي تتكرر بين الحين والآخر، أم ستظل مشاهد الفوضى تتصدر العناوين بعد كل مباراة كبرى؟