شاب يتعرض لاعتداء عنيف في القصرين.. ووالدته تكشف التفاصيل
ليلة البارحة، شهد حي القضاة بمدينة القصرين حادثة هزّت الرأي العام وأثارت مخاوف السكان من تفاقم ظاهرة الاعتداءات والسرقات في الأحياء السكنية. فقد تعرض الشاب آدم نصري، البالغ من العمر 18 عامًا، إلى عملية اعتداء مسلح بالقرب من منزله، حيث هاجمه مجهولون في محاولة لسلبه ممتلكاته، فيما يعرف محليًا بظاهرة “البراكاج”.
الهجوم لم يكن عاديًا، إذ أسفر عن إصابات بليغة للشاب، تمثلت في كسور على مستوى الفك العلوي والسفلي، إلى جانب أضرار نفسية عميقة نتيجة الصدمة التي عاشها. وعلى إثر الحادث، تم نقله على جناح السرعة إلى مستشفى سوسة لتلقي الإسعافات الضرورية والخضوع لعمليات جراحية دقيقة تحت إشراف فريق طبي مختص.
صرخة ألم وغضب من العائلة
والدة الشاب لم تخف حزنها واستياءها مما حدث، حيث وجهت رسالة مؤثرة قالت فيها: “نطالب بمحاسبة كل من تورط في هذه الجريمة، فهذه البلاد أصبحت مخيفة بسبب كثرة الاعتداءات والسرقات والعنف. ولدي ليس الضحية الأولى ولن يكون الأخيرة إذا لم تتوحد جهود الجميع لوضع حد لهذه الظواهر التي تهدد سلامة المواطنين.”
هذه الكلمات المؤثرة تلخص حجم الألم الذي تعيشه الأسرة، وتعكس في الوقت نفسه معاناة آلاف العائلات التي تواجه نفس المخاطر بشكل يومي.
ظاهرة تتفاقم وسط مخاوف من ضعف الردع
حادثة الاعتداء على آدم ليست الأولى من نوعها، فقد شهدت مناطق مختلفة من البلاد خلال الأشهر الأخيرة ارتفاعًا في حالات السرقة والاعتداءات المسلحة، وهو ما بات يشكل مصدر قلق حقيقي للمواطنين. مراقبون يرون أن هذه الجرائم تعكس خللاً في الجانب الأمني والاجتماعي، وتستدعي تحركًا عاجلاً من الجهات المعنية لتشديد الرقابة وتطبيق القوانين بحزم.
كما تشير بعض الدراسات الاجتماعية إلى أن انتشار البطالة، الظروف الاقتصادية الصعبة، ونقص الوعي القانوني تعد من أبرز الأسباب التي تدفع البعض إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم. ومع ذلك، فإن حماية المواطنين وتوفير بيئة آمنة تبقى مسؤولية الدولة والمجتمع على حد سواء.
دعوات للتحرك واتخاذ إجراءات حاسمة
من جهتهم، دعا ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى ضرورة تكثيف الحملات الأمنية وتعزيز الدوريات في المناطق السكنية للحد من هذه الظواهر، مطالبين أيضًا بتشديد العقوبات على المعتدين ليكونوا عبرة لغيرهم. كما شددوا على أهمية نشر الوعي بين الشباب وتقديم حلول عملية لمشاكل البطالة والتهميش التي قد تكون سببًا رئيسيًا في انتشار الجريمة.
حادثة آدم نصري تعيد إلى الأذهان سؤالاً ملحًا: متى سنعيش في بلد آمن بعيدًا عن الخوف من الاعتداءات؟ الإجابة تبقى رهنًا بجدية السلطات، وتكاتف المجتمع، ووعي الأفراد بأهمية التبليغ عن كل تجاوز وحماية بعضهم البعض.