شجار في قلب العاصمة بين سائق تاكسي وشاب إفريقي يثير جدلاً واسعاً
شهدت إحدى المناطق المزدحمة في العاصمة التونسية، ظهر اليوم، حادثة مثيرة للجدل تمثلت في شجار عنيف بين مواطن تونسي يعمل كسائق سيارة أجرة، وشاب إفريقي قيل إنه مهاجر غير نظامي، وذلك أمام أنظار المارة وفي وسط دهشة كبيرة من الحضور.
وبحسب ما أفاد شهود عيان، فإن الحادثة بدأت عندما أوقف الشاب الإفريقي سائق التاكسي طالباً نقله إلى وجهة معينة، إلا أن جدالاً نشب بين الطرفين حول الأجرة أو طريقة الدفع، ليتحول الموقف في لحظات إلى مشادة كلامية حادة، سرعان ما تطورت إلى اشتباك بالأيدي أمام أعين الناس.
وأكدت مصادر محلية أن الحضور حاولوا التدخل لفض النزاع، إلا أن التوتر بين الطرفين كان كبيراً، ما جعل بعض المواطنين يكتفون بتوثيق الحادثة عبر هواتفهم المحمولة، قبل أن يتداول الفيديو على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، محدثاً موجة من التعليقات والانقسام في الآراء بين مؤيد ومعارض.
وقد أبدى عدد من رواد مواقع التواصل استياءهم من تصاعد حدة العنف في الفضاء العام، مطالبين بضرورة ضبط النفس ومعالجة الخلافات بطرق حضارية، فيما اعتبر آخرون أن الحادثة تعكس التحديات اليومية التي يواجهها السائقون في التعامل مع بعض الركاب، سواء كانوا محليين أو أجانب.
من جهتها، لم تصدر السلطات الأمنية بعد أي بيان رسمي بخصوص تفاصيل ما جرى أو ما إذا تم فتح تحقيق في الحادثة. إلا أن مصادر غير رسمية أشارت إلى أن عناصر الأمن تدخلوا لاحقاً لتهدئة الأوضاع والاستماع إلى أقوال الطرفين، في انتظار تحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وتعيد هذه الحادثة الجدل القائم في تونس حول ملف الهجرة غير النظامية وتداعياته الاجتماعية والاقتصادية، حيث يطالب البعض بوضع آليات أكثر وضوحاً لتنظيم وجود المهاجرين وضمان حقوقهم، في حين يرى آخرون ضرورة فرض قوانين أكثر صرامة للحد من الفوضى وحماية المواطنين.
الواقعة، رغم بساطتها في بدايتها، تحولت إلى مادة نقاش واسعة على الإنترنت، خاصة بعد انتشار مقاطع الفيديو التي وثّقت تفاصيل الشجار من زوايا مختلفة، ما ساهم في إثارة اهتمام الرأي العام وتسليط الضوء على قضايا التعايش والتواصل بين مختلف الجنسيات في المجتمع التونسي.