رجة أرضية تُثير الهلع في سيدي بوزيد: الأهالي يغادرون منازلهم وسط مخاوف من هزات ارتدادية
شهدت ولاية سيدي بوزيد صباح اليوم حالة من القلق والاضطراب بعد تسجيل رجة أرضية بلغت قوتها 4 درجات على سلم ريشتر، وذلك شمال شرق معتمدية السوق الجديد. الهزة الأرضية التي حدثت في وقت مبكر فاجأت الأهالي، خاصة بعد الإحساس برجتين متتاليتين، ما دفع بالعديد منهم إلى مغادرة منازلهم والتجمع في الشوارع والأماكن المفتوحة.
ووفقًا للمعهد الوطني للرصد الجوي، فقد تم تسجيل الرجة في حدود الساعة الرابعة فجراً، وقد شعر بها السكان في عدد من المناطق المجاورة أيضاً. وعلى الرغم من أن الرجة لم تُسفر عن أضرار مادية أو بشرية تُذكر، فإنها أحدثت حالة من الهلع والتوتر، خاصة مع انتشار مقاطع فيديو وثّقت لحظات خروج العائلات من بيوتها وسط الظلام، تفادياً لأي مخاطر محتملة نتيجة هزات ارتدادية.
وتداولت وسائل الإعلام المحلية وصفحات التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع تُظهر حجم القلق في صفوف المواطنين، حيث عبّر الكثيرون عن خشيتهم من تكرار هذه الظاهرة، خصوصاً مع غياب التوعية الكافية حول كيفية التصرف أثناء الزلازل أو الهزات الأرضية.
من جهته، دعا المعهد الوطني للرصد الجوي المواطنين إلى التزام الهدوء، مؤكداً أن الرجة الأرضية تندرج ضمن النشاط الزلزالي الطبيعي الذي تشهده بعض المناطق من حين لآخر، ومشيرًا إلى أن احتمال وقوع هزات ارتدادية وارد لكنه عادة ما يكون ضعيف التأثير.
وفي نفس السياق، أكد عدد من المواطنين في شهاداتهم أن اللحظة كانت صادمة، خصوصاً مع صوت اهتزاز النوافذ والأبواب، وهو ما جعل البعض يعتقد في البداية أن الأمر يتعلق بانفجار أو حادث ضخم، قبل أن يتبيّن لاحقاً أن السبب هو رجة أرضية.
هذا الحادث يعيد إلى الواجهة أهمية التحضير المسبق لمثل هذه الكوارث الطبيعية، إذ دعا نشطاء عبر مواقع التواصل إلى تعزيز ثقافة الوقاية والسلامة من الزلازل، وإدراجها ضمن برامج التعليم والتوعية في المدارس والمؤسسات المحلية.
تبقى السلطات المحلية ومصالح الحماية المدنية في حالة تأهب، تحسّبًا لأي تطورات، في انتظار تقارير أكثر تفصيلاً من الجهات المختصة لتحديد مدى احتمالية وقوع هزات إضافية، أو تقييم الأضرار المحتملة التي قد لم يتم الإبلاغ عنها بعد.
ورغم أن سيدي بوزيد ليست من المناطق المصنفة بكونها نشطة زلزالياً، إلا أن هذه الحادثة تفتح باب النقاش مجددًا حول مدى جاهزية البنية التحتية في البلاد لمثل هذه الأزمات، ومدى قدرة المواطنين على التعامل معها بوعي وهدوء.